تحول ظهور صور للمطرب العراقي كاظم الساهر في شوارع الكويت حاملة
إعلانا عن شريط جديد له، إلى أزمة سياسية قطعت حالة الهدوء التي يعيشها
الشارع السياسي الكويتي منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية.
وقد قام محامون برفع دعاوى قضائية ضد الجهات المعنية، وتوجه نواب
بالبرلمان بأسئلة عاجلة إلى وزير الإعلام، مستهجنة نشر صور
الساهر وتوزيع
أشرطته بالكويت واعتبرته البوق المدلل للنظام العراقي المخلوع.
ورغم أن النائب العام رفض تسجيل قضية من قبل أربعة من المحامين ضد
وزارتي الإعلام والتجارة وبلدية الكويت، فإن المحامي خالد العوضي أحد
رافعي الدعوى صعد من الموقف وقام مع زملائه عادل عبد الهادي وناصر
الناصر وحسن الكندري برفع دعويين إحداهما إدارية ضد وزارتي الإعلام
والتجارة والبلدية كما تطالب بوقف مظاهر الاحتفالات العلنية مع العراقيين.
والدعوى الثانية مدنية تطالب بتعويض قدره خمسة ملايين
دينار كويتي (حوالي
16 مليون دولار أميركي) تعويضا عن الأضرار النفسية التي لحقت بمواطنين
كويتيين جراء هذا القرار. وقال العوضي في تصريحات خاصة للجزيرة نت إنه
بصدد مقاضاة الشركة المعلنة التي تبنت هذا المشروع ومطالبتها
بتعويض قدره مليون دينار كويتي.
وأكد العوضي أنه ليس ضد عودة العلاقات الطبيعية بين الكويت والعراق فذلك
أمر يحتمه الواقع وطبيعة علاقات الجوار بين البلدين والشعبين، لكنه استدرك
مشددا على أنه قبل عودة العلاقات ينبغي إزالة الرواسب العالقة مراعاة للحالة
النفسية التي يعيشها معظم الكويتيين من مخلفات الغزو.
ولم يلبث أن دخل على الخط نواب في مجلس الأمة من مناهضي التطبيع مع
العراق بعد زوال نظامه ومن خصوم وزير الإعلام محمد أبو الحسن من بينهم
النائب ضيف الله أبو رمية الإسلامي المستقل الذي قال إن وزير الإعلام يدخل
أشرطة من قتل أبناء الكويت بالأسواق التجارية الكويتية.
وقد سحبت الشركة المعلنة صور كاظم الساهر من الشوارع ووضعت مكانها
صورتي عاصي الحلاني وإيهاب توفيق، لكن الشركة لم توقف توزيع شريطه
الجديد المعلن عنه حتى الآن.
وعلمت الجزيرة نت من مصادر في وزارة الإعلام أن قرارا سيصدر
من الوزير بمنع
أغاني كاظم الساهر في الكويت، حيث أوضحت المصادر نفسها أن القرار
الصادر في الرابع من مايو/ أيار الماضي بالسماح بتداول جميع الأعمال الفنية
العراقية كان دون تحديد أسماء بعينها من الفنانين العراقيين.
وأعادت ردود الفعل الغاضبة على ظهور صور الفنان العراقي وتوزيع أشرطته
طرح قضية العلاقات المستقبلية بين الكويت والعراق ومتى تبدأ وتعود إلى
طبيعتها وماذا يراد لها وكيف سيكون شكلها بعد 13 عاما من الحرب والقطيعة والعداء