الفاكهة والأزهار!
على رغم تطور صناعة العطور والزيوت المعطرة، يؤكد الخبراء أن الروائح التي ترتكز على خلاصات الفانيلا أو الكاراميل أو المسك لها تأثير قوي في الحواس، فهي تجذب الجنس الآخر وتشعر المرأة بالسعادة والرضا عن النفس. عندما تُمزج روائح الكاراميل والفانيلا مع الياسمين، نحصل على مزيج رومانسي فائق الأناقة خصوصاً للمساء مثل عطر Chanel No5 الذي لا يزال يحقق أعلى المبيعات في سوق العطور، على رغم مرور عشرات السنين على ابتكاره.
قرر مبتكرو العطور الابتعاد عن خلاصات الورود والأزهار خلال الصيف، ووجهوا أنظارهم إلى ابتكار عطور تدخل في تركيباتها أنواع شتى من الفاكهة والشوكولا وما شابهها من المطيبات للصيف المقبل، على رأسها التوت ومزيج الشوكولا. تعد الفاكهة الطازجة من الفراولة إلى الخوخ، مروراً بالبابايا والمانجا، من أهم مكونات العطور الجديدة.
راهناً، ثمة نماذج كثيرة عن تلك الروائح في أسواق العطور مثل "ماي إنسولونس" من دار "غيرلان"، وهي أول شركة تجميل وعطور، تضع التوت تحت دائرة الضوء، وثمة ابتكار آخر من كايلي مينوغ عبارة عن مزيج من الفراولة وثمر العليق وخشب شجر الفراولة، بينما يستخدم عطر «إل» من «إيف سان لوران» البرتقال والليتشي.
تثير العطور المصنوعة من الأزهار مشاعر نفسية مختلفة. تمثل الأزهار الرقيقة، مثلا، الصفاء والشفافية وتنقل الإحساس بالسعادة، لهذا لا يمكن الاستغناء عنها في أي عطر نسائي، بينما تمثل الفاكهة الانتعاش والروح الرياضية.
يشير الخبراء الى أهمية الأزهار كمكون أساسي في العطور، لأنها تشكل جوهرها، حتى ولو كانت بجرعات خفيفة جدا. يتجه الموسم في صناعاته الى روائح زنبق الوادي وعشب الزهر المتعدد الألوان والسوسن والورود إلى جانب الأزهار البهيجة مثل الياسمين واللوز واللوتس.
إلا أن الجديد لا يلغي القديم، ثمة دائما عودة للخلاصات الكلاسيكية، مثل عطر «دايزي» الذي يعتمد على زهرة البنفسج كأساس، على الرغم من أن البعض كان يخشى من أنها أصبحت قديمة ومستهلكة، إلا أن بأنثويتها وجاذبيتها استطاع مبتكر هذا العطر من جعلها تواكب العصر بمزجها بخلاصات جديدة.
صحيح أن العطور الجديدة لا ترضي الأذواق كافة، لكننا نجد دائما ما يعجبنا بين ذاك الكم من العطور التي تطرح في الأسواق شهرياً تقريباً، فثقافة العطر نفسها تغيرت، ما انعكس على شكل القارورة والمكونات في الوقت ذاته. سابقاً، كان النساء يخترن عطرهن الذي يرافقهن على مدى سنوات، لكن الآن ومع تطور التقنيات وسهولة التصنيع، أصبح بالإمكان تجربة كثير منها وتغييرها مع كل موسم أو حتى مناسبة.
يرضي التنويع الجديد في مكونات العطور الأذواق كلها ويناسب ثقافة العصر الاستهلاكية التي ترغب في الإنتقال من جديد إلى آخر. يعني سبب الزخم في العطور المطروحة أيضا تنوعاً في المكونات والخلاصات والرائحة. هناك عطور من الزهور القوية، وأخرى من الأخشاب الشرقية، إضافة الى العطور التي ترتكز على الفاكهة الحمضية، وفي الحالات كلها يكون المستهلك في موقف يسمح له بالاختيار.
كذلك فإن القواعد الثابتة مثل تلك التي كانت تشدد على ضرورة استخدام عطر خفيف، مثلا، عند ارتداء ملابس رياضية قد ولى زمانها، فأي نوع جائز ومقبول ما دامت النفس تهفو إليه وتشعر معه بالسعادة والإنتعاش