لا يعرف تحيزاً أو أهواء سوى الوقوع فى هوى مصر واختيار الأفضل، وصفه جميع الخبراء والمحللين والنقاد الرياضيين بـ«الصخرة» بعد أن تحطمت تحت أقدامه هجمات نجوم لها وزن وثقل فى العالم.
إنه «وائل جمعة» نجم دفاع الأهلى والمنتخب الوطني، الذي واصل مشوار تألقه منذ بدايته مع المنتخب عام 2006 بكأس الأمم الأفريقية فى مصر، مروراً بنفس البطولة فى 2008، واختتمها بكأس الأمم 2010 فى أنجولا، وخلال البطولات الثلاث أصبح بمثابة عُقدة لنجوم كبار وعمالقة فى مقدمتهم الكاميرونى «صامويل إيتو» مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، والإيفوارى «ديديه دروجبا» نجم تشيلسي الإنجليزي، وآخرهم الغاني «جيان أسامواه» مهاجم ستاد رين الفرنسى.
خص «وائل جمعة»، «المصرى اليوم» بأول حوار صحفى يجريه عقب نزوله من الطائرة التى حملت بعثة أبطال أفريقيا من العاصمة الأنجولية «لواندا» إلى مطار القاهرة الدولي، وأعلن فيه رفضه فكرة الاعتزال الدولي فى الوقت الحالي، بالإضافة إلى كشفه عن كسر الحاجز النفسى بعد الخسارة من الجزائر فى تصفيات كأس العالم، وإمكانية سفره للعب فى الجزائر بعد أن ثأر المنتخب لنفسه بالفوز بالأربعة فى كأس الأمم، كما أشاد «وائل جمعة» بتكريم الرئيس «محمد حسني مبارك» للفريق، والذي كان له بالغ الأثر فى نفوس اللاعبين.
■ بداية ماذا يمثل لك الفوز باللقب الثالث؟
- البطولة الحالية هى الأغلى فى مسيرتي وفي تاريخ الكرة المصرية لأنها جاءت رداً قوياً على عدم التأهل لكأس العالم، وأثبتنا للعالم كله أحقيتنا باللعب فى كأس العالم لأننا ببساطة فزنا على كل المنتخبات التى صعدت للمونديال، وقدمنا أفضل العروض.
■ وفوزك بلقب أفضل مدافع فى أفريقيا؟
- بالتأكيد وسام على صدري، وشهادة نجاح سأظل أفخر بها طيلة حياتي لأن مهمة المدافعين دائماً ما تكون أصعب كما أنني لعبت على مهاجمين أفذاذ مثل إيتو.
■ وما سر التغيير فى أدائكم بالبطولات المجمعة؟
- نحن لا نقصر أبداً فى أي مباراة نخوضها سواء داخل مصر أو خارجها، ولكن السفر إلى إحدى الدول الأفريقية لخوض مباراة واحدة يتطلب نفس الجهد الذى نبذله للمشاركة فى بطولة، ولكن أجواء البطولات المجمعة مختلفة، على اعتبار أن اللياقة الذهنية والبدنية ترتفع من مباراة لأخرى، فضلاً عن أن حافز الفوز يتزايد من لقاء لآخر، فعندما فزنا على نيجيريا زادت الطموحات لدينا للفوز باللقب، وبدأنا نخطط لصدارة المجموعة، والسير على نفس الدرب فى غانا، وهو ما تحقق بالاستمرار فى بنجيلا حتى الانتقال إلى لواندا فى النهائى.
■ وما أصعب مباراة خضتها فى البطولة الحالية؟
- بلا شك هي مباراة الجزائر لأننا دخلناها ونحن تحت ضغط رهيب لأن الموقف لم يكن يحتمل الخسارة فى ظل الأجواء الملتهبة بين جمهور البلدين.
■ وكيف حققتم الفوز الكبير؟
- حققنا الفوز بنفس السلاح الذى يلعب به الجزائريون، فلم ننظر للمباراة باعتبارها رد اعتبار أو ثأراً وإنما هي مفتاح الفوز باللقب وتعاهدنا جميعاً على الهدوء وعدم الانسياق للاستفزاز من جانب المنافس، ونجح الجهاز فى تهيئة اللاعبين نفسياً للمواجهة، ولذا كانت لنا الأفضلية فى اللقاء من بدايته.
■ وماذا تحمل للجزائريين حالياً؟
- هم في النهاية عرب ومسلمون، ولابد من غلق ملف الكراهية والعداء، والأزمة انتهت وأخذت أكثر من حجمها ومن الضروري أن تعود العلاقة مثلما كانت وأعتقد أنها ستعود حتماً لأننا فى النهاية أشقاء.
■ وهل توافق على اللعب بالجزائر فى الوقت الحالي؟
- ليس لدى مشكلة فى السفر للجزائر واللعب بها حالياً، لأننى على ثقة من حب الشعب الجزائري لمصر، وأؤكد أن ما حدث بالسودان صدر عن قلة متعصبة من الجمهور الجزائرى وهذا موجود فى العالم كله.
■ وما أصعب الأوقات التى مرت عليك؟
- فى الشوط الثاني من مباراة الكاميرون بدأت أشعر بقلق انعكس على أدائي، لأنني شعرت بأن الكاميرونيين يلعبون بـ«غل»، ويبذلون أقصى جهد للفوز علينا ولم أرتح إلا مع هدف «جدو» الثاني الذي كسر عنف المنافس.
■ هل فكرت فى اعتزال اللعب الدولى بعد الفوز ببطولة أفريقيا؟
- أرفض الاعتزال فى الوقت الحالي لأنني في نشوة الفوز بالبطولة، ولا أريد أن أعكر صفو حياتى وفرحتي بالكأس، وأشعر بسعادة وأنا أحقق هذه الإنجازات فى سني، خصوصاً أن اختيارى للقب أفضل مدافع بالبطولة واختياري لمنتخب أفريقيا يؤكدان أننى قدمت بطولة بشهادة الجميع رائعة، ولكن القرار يحتاج لحسابات خاصة ولذا أفضل التريث واتخاذ القرار فى الوقت المناسب.
■ ولكن الفرصة قد لا تأتي بنفس الصورة؟
- أشعر الآن أننى فارس عاد من معركة حربية بالنصر، وأدرك أهمية النزول عن جوادي وأنا في كامل قوتي ولكني أعتقد أن الناس لن تنسى لي ولكل اللاعبين ما حققناه من إنجازات، ولذا فالتوقيت لن يمثل أزمة أمامي لأنني سأتخذ القرار فى الوقت المناسب من وجهة نظرى وبالاتفاق مع الجهاز الفنى للمنتخب لأن مصلحة مصر فوق كل اعتبار.
■ وماذا عن الاعتزال نهائياً؟
- لم يخطر ببالي حالياً لأنني مرتبط بعقد مع النادي الأهلي وملتزم بتنفيذه حتى النهاية، وأمامي عامين على الأقل من العطاء للأهلي، وعموماً كل مرحلة لها ظروفها، ولكنني الآن قادر على العطاء وسعيد بما حققته فى سنى، خصوصاً أننى بدأت مع المنتخب ومع الأهلى وأنا فى سن كبيرة.
■ هل افتقدت أبوتريكة فى البطولة بحكم العلاقة التى تربطكما؟
- بكل تأكيد، وكل اللاعبين افتقدوه، بل إن مصر كلها افتقدت هذا اللاعب، وأعتقد أن وجوده كان سيفرق كثيراً معنا لأنه لاعب من طراز فريد، وأنا شخصياً حزين لأنه لم يكن معنا فى حفل تكريم الرئيس ولو كان الأمر بيدي لاتخذت قراراً بتكريمه كأحد أفراد الفريق لأنه تواجد معنا حتى قبل السفر إلى الإمارات لملاقاة مالي وكان حريصاً على الاستمرار لولا إصابته.
■ وهل عوض جدو غيابه؟
- جدو لاعب رائع ويمثل المستقبل المشرق للكرة المصرية وكان مفاجأة سعيدة لنا ولكل المصريين فى البطولة وأخلاقه لا غبار عليها ونال حب واحترام كل الناس، ولكن لا أحد يعوض غياب أبوتريكة لأنه من وجهة نظرى لاعب فذ، وأحذر من أزمة مستقبلية تتمثل فى المقارنة بين «جدو» و«أبوتريكة»، مع الاحترام والتقدير للاعبين ودورهما فى خدمة المنتخب.
■ وهل أغلقت ملف الاحتراف؟
- أعتقد أنه من الصعب أن أحترف فى الوقت الحالي بحكم سني، ولا أشغل بالي بهذا الأمر.
■ وكيف ترى تكريم الرئيس لكم مرتين فى يوم وصولكم؟
- إحساس جميل أن نصل مطار القاهرة لنجد الرئيس فى استقبالنا ثم يصر على لقائنا فى المساء لتكريمنا رسمياً ويجعلنا نشعر بطعم الإنجاز لأن مصر كلها سعدت بما حققناه وهذا هو السبب الأكبر فى فرحتنا لأننا دائماً ما نضع الشعب المصرى وإسعاده فى اعتبارنا.